الواقعة الأولى :
حدثني أحد كبار السن – من سكان الرياض - عن خاله قال : كان خالي رجلا كبيرا في السن وكان قد كفّ بصره ، وأُصيب بداء في بطنه فكان بطنه يستطلق كلما أكل شيئا حتى إنه لا يستطيع أن يذهب للمسجد بعد تناوله للطعام .
قال : فلما كان يوم عيد ذهب أولاده إلى أهلهم وتركوه وحيدا في البيت وقالوا له : عندك كيس فيه جراد مطبوخ وآخر فيه تمر ، فخذ من التمر واخلطه بالجراد وكُـله إذا احتجت للطعام .
ثم أخذ قطعة كبيرة من التمر وأدخل يده في كيس آخر وخلطها به ثم أكلها ، واستغرب حينما لم يستطلق بطنه ، فلما عاد أولاده قال لهم : انظروا ماذا أكلت فقد استمسك بطني .
فنظروا فإذا هو قد خلط التمر بالحناء !! فجعله الله له شفاء .
الواقعة الثانية :
كان نفس الرجل ينام على سطح بيت ليس له جدران ، وكان ذلك في الصيف ، ( وقد ورد النهي عن النوم على سطح بيت ليس له إجار ) فأراد ذلك الرجل الكفيف أن ينزل من سطح البيت ليذهب إلى صلاة الفجر فقدّم عصاه أمامه فنزل العصا قليلا وظن أنه أمام الدرج فأراد أن يضع قدمه فوقع من السطح وتفاجأ عندما مسح الدم عن وجهه فإذا هو يرى يده ، ثم ذهب إلى صلاة الفجر وعاد إلى بيته .
فأحضرت زوجته ( القهوة ) فكان يتخيّر من التمر ويمد يده مباشرة إلى لتناول ( الفنجال ) فاستغربت منه – وهو لم يُخبرها – فسألته فأخبرها بخبره .
( هاتان القصتان سمعتهما بنفسي من ابن أخت صاحب القصة ، وهو رجل كبير في السن ، ومؤذن مسجد ) .
فهذا شاهد أن المرض قد يؤدّي المريض نحو الصحة ، وأن ما يعتبره العبد أحيانا مصيبة قد يكون خيرا له .
الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم .